فقال ورقة: «ابشر يا محمد إني أشهد أنك النبي المنتظر وبشر بك عيسى».[1]

السادس: إن عثكلان الحميري العارف بالله لما رأى قريشاً قبل البعثة قال لهم: هل فيكم من يدعي النبوة؟ فكانوا يجيبونه بلا، ثم سأل ذلك زمن البعثة، فقالوا: نعم، إن فينا من يدعي النبوة. فقال: «إن العالم ينتظره». [2]

السابع: إن أحد علماء النصارى وهو ابن العلا أخبر عن النبي r قبل البعثة. ثم بعد البعثة جاء فرأى النبي r وقال له: «والذي بعثك بالحق لقد وجدت صفتك في الإنجيل وبشر بك ابن البتول».[3]

الثامن: إن ملك الحبشة النجاشي الذي مضى ذكره قال: «ليت لي خدمته بدلاً عن هذه السلطنة».[4]

وبعد ما ذكرنا ما تنبأ به هؤلاء العارفون بإلهام من الله تعالى نريد أن نذكر ما قاله الكهان وتنبأوا من الأخبار عن الغيب بواسطة الأرواح والجن، فهم قد صرحوا بمجيء النبي r وتنبأوا عن نبوته وهم كثيرون. ونحن نذكر المشهورين منهم وعدداً هو في حكم المتواتر ومذكور في كتب التاريخ والسير. ونحيل قصصهم الطويلة وأقوالهم المسهبة إلى كتب السير ولم نذكر هنا سوى خلاصتها:

الأول: الكاهن الموسوم باسم (شق) الذي كان بعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة فكانه نصف إنسان حيث أخبر عن النبي r مراراً بدرجة وصلت أقواله فيه إلى حد التواتر. [5]

الثاني:كاهن الشام المسمى بـ(سطيح) وكان أعجوبة من العجائب حيث كان جسماً لا جوارح له ولا عظم فيه. وكان وجهه في صدره وقد عاش كثيراً. وقد اشتهرت بين الناس في ذلك الزمان أقواله التي وافقت الواقع.

_____________________________________________________________

[1]  - علي القارئ، شرح الشفاء: 1/744 ، انظر صحيح البخاري، بدء الوحي: 3[2]  - النبهاني، حجة الله على العالمين: 140 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/742-743[3]  - النبهاني، حجة الله على العالمين: 121 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/744[4]  - القاضي عياض، الشفاء: 1/320 ، انظر البيهقي، دلائل النبوة: 2/299-300[5]  - ابو نعيم، دلائل النبوة: 1/125-128 ، ابن هشام، السيرة: 1-2/15