وإن أحد علماء النصارى الموسوم بضغاطر رأى أوصاف النبي r فأعلنها بين الروم فاستشهد.[1] وإن حارث بن أبي شمر الغساني ورئيس الروحانيين للشام ومليكها أي صاحب ايليا وهرقل وابن الناطور والجارود أيضاً رأوا أوصاف النبي r في كتبهم فآمنوا به[2] إلا أن هرقل لم يبد إيمانه حرصاً على الحكم والسلطنة.[3]
وكذلك سلمان الفارسي كان رجلاً نصرانياً لما رأى أوصاف النبي r أخذ يتحرى عنه إلى ان رآه.[4] وكذلك تميم والنجاشي رئيس الحبشة وأساقفة نجران قالوا: إنا رأينا أوصاف النبي r في كتبنا فآمنا.[5]
الحجة الثالثة: نذكر على سبيل المثال بعض آيات التوراة والإنجيل والزبور التي تبشر بمجيء النبي r.
الأولى: هناك في الزبور آية تقول ما معناه: «اللهم ابعث لنا مقيم السنة بعد الفترة» ومقيم السنة هو وصف النبي r.
وآية الإنجيل كذلك: «قال المسيح: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم ليبعث لكم الفارقليطا».[6]
وآية الإبخيل الثانية كذلك: «إني أطلب من ربي فارقليطاً يكون معكم إلى الأبد»[7] والفارقليط هو الفارق بين الحق والباطل. وهو اسم النبي r يأتي بهذه العبارة في تلك الكتب.
وآية التوراة تقول: «إن الله قال لإبراهيم إن هاجر تلد ويكون من ولدها من يده فوق الجميع ويد الجميع مبسوطة إليه بالخشوع».[8]
_____________________________________________________________________________
[1] - ابن حجر، الاصابة: 2/216 ، ابن الأثير، أسد الغابة: 3/55-56 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/744[2] - أبو نعيم، دلائل النبوة: 1/101 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/319-320[3] - صحيح البخاري، بدئ الوحي: 6 ، ابن الأثير، أسد الغابة:3/56[4] - المسند: 5/437-438 ، الحاكم ، المستدرك: 3/603-604 ، ابن هشام، السيرة: 102/218[5] - القاضي عياض، الشفاء: 1/320 ، النبهاني، حجة الله على العالمين: 163[6] - الكتاب المقدس، العهد الجديد، انجيل يوحنى، باب: 16 ، الآية:7[7] - انجيل، يوحنا، الاصحاح: الرابع عشر[8] - التوراة، سفر التكوين، الاصحاح: 17