وقد ترك كثير من مشاهير علماء اليهود والنصارى عنادهم وآمنوا بالإسلام بعد ما رأوا أوصاف النبي r في الكتب السابقة وأظهروها لغيرهم من العلماء فألزموهم. ومن هؤلاء عبد الله بن سلام ووهب بن منبه وأبو ياسر وشامول صاحب تبّع ملك اليمن.
وكما آمن تبّع قبل البعثة فكذلك شامول،[1] وابنا سعية أسيد وثعلبة اللذان نادا في قبيلة بني النضر منددين بهم عندما حاربت النبي r وقالا: «والله هو الذي عهد إليكم فيه ابن هيبان» وهذا أي ابن هيبان رجل عارف بالله كان نزل ضيفاً على بني النضر قبل البعثة، وقال لهم: «قريب ظهور نبي هذه دار هجرته» وتوفي هناك. ولكن قبيلة بني النضر لم تلق بالاً لهما فأصابهم ما أصابهم.[2]
كما آمن من علماء اليهود ابن بنيامين ومخيرق وكعب الأحبار ومن شابههم بما رأوا في كتبهم من أوصاف النبي r وألزموا من لم يؤمن منهم.[3]
وممن أسلم من علماء النصارى بحيراء الراهب المشهور وذلك أنه r لما ذهب مع عمه أبي طالب للشام وهو ابن اثني عشر سنة صنع بحيرا لقافلة قريش طعاماً إكراماً للنبي r فأجابوا دعوته ولكن نظر فرأى غمامة تظل المكان الذي كانت فيه القافلة. فقال: إن الذي أريده ما زال هناك باقياً فأرسل ورائه من يأتي به فقال لعمه أبي طالب عد به الى مكة واحترس عليه من حساد اليهود فإنا نجد أوصافه في التوراة وإنهم سيكيدون به.[4]
وإن نسطور الحبشة ومليكها لما رأيا أوصاف النبي r في كتابهم آمنا معاً.[5]
__________________________________________________________________________
[1] - ابن هشام، السيرة: 1-2/204 ، ابن كثير، البداية والنهاية: 2/306 ، البيهقي، دلائل النبوة: 6/526-537[2] - ابن هشام، السيرة: 1-2/213-214 ، ابن سعد، الطبقات: 1/160-161[3] - ابن سعد، الطبقات: 2/553 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/319 ، النبهاني، حجة الله على العالمين: 78[4] - الترمذي، مناقب: 3 ، الحاكم، المستدرك: 2/615-616 ، ابن هشام، السيرة: 1-2/181-183[5] - القاضي عياض، الشفاء: 1/319-320 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/744