وأيضاً طلب حمزة من النبي r أن يريه جبريل مرة فأراه إياه داخل الكعبة فخر مغشياً عليه.[1] وقد كثرت رؤية الملائكة من هذا القبيل وهذه كلها تري نوع معجزة من المعجزات الأحمدية r وتدل على أن الملائكة أيضاً فراش حول مصباح نبوته عليه الصلاة والسلام.
وأما الالتقاء بالجن والكلام معهم فقد يقع كثيراً لعامة الناس بله الصحابة y إلا أنه نقل أئمة الحديث بإسناد صحيح عن ابن مسعود t أنه قال: رأيت الجن في بطن نخلة ليلة أن أسلموا وإني شبهتهم برجال قبيلة الزط الطوال القامة من السودان.[2]
وقد اشتهر أنه لما حطم خالد الصنم المسمى بعزى خرجت منه جنّية في صورة امرأة سوداء فضربها خالد بن الوليد بسيفه فجعلها نصفين، فقال النبي r: إنه كان يعبد لتلك الجنية التي كانت في صنم العزى وإنها لن تعبد بعد.[3] خرّجه أئمة الحديث وقبلوه.
وروي عن عمر r أنه قال: بينما نحن جلوس مع النبي r إذ أقبل شيخ بيده عصا فسلم على النبي r فرد عليه وقال: أنا هامة، وعلمه سوراً قصاراً من القرآن بعد أن آمن به وأخذ درسه وذهب.[4] فهذه الحادثة وإن نقدها بعض رجال الحديث إلا أن الرجال الموثوق بهم حكموا بصحتها. [5] وهناك أمثلة كثيرة، ولا ضرورة لنا في إسهاب الكلام.
ونقول أيضاً:قد التقى الألوف من أمثال عبد القادر الجيلي من الأقطاب والأصفياء الذين تنوروا بنور النبوة وتربوا بتعاليمه واقتفوا أثره بالملائكة والجن وتكلموا معهم وهي في قوة مائة تواتر وموفورة مبتذلة.
____________________________________________________________________
[1] - البيهقي، دلائل النبوة: 7/81 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/317[2] - السيوطي، الخصائص الكبرى: 1/343 ، البيهقي، دلائل النبوة: 2/231[3] - النسائي، السنن الكبرى: 6/744 ، الواقدي، المغازي: 3/873-874 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 6/176[4] - القاضي عياض، الشفاء: 1/362 ، البيهقي، دلائل النبوة: 5/418[5] - السيوطي، اللآلي المصنوعة: 1/174-177