وسنذكر هنا على سبيل المثال بعض الأمثلة من بين الأمثلة الكثيرة التي هي قريبة من المتواتر، والتي هي في درجة المشهور، كما سنذكر بعض جزئيات هذه الأمثلة.

المثال الأول: روى أئمة الحديث وفي مقدمتهم البخاري ومسلم: أن دعاء النبي r في الاستسقاء قد أجيب مراراً ومن غير تريث وهذا ثابت بدرجة وصل إلى حد التواتر. حتى إنه في بعض الأحيان كان يرفع يديه للاستسقاء ويدعو فكان يستجاب له قبل أن تنـزل يداه.[1]

وقد قلنا سابقاً: إنه أصاب الناس عطش في السفر مرتين فتراكم السحاب في كل مرة وسقاهم. وكان عبد المطلب جد النبي r يستسقي بوجه النبي الكريم في صباه قبل النبوة فكان ينـزل المطر لذلك. وقد اشتهرت هذه الحادثة في شعر قاله في هذا الشأن عبد المطلب.[2]

وبعد وفاة النبي r استسقى عمر t بالعباس عم النبي r قائلا: «اللهم إنا نستسقي بالعباس عم نبيك محمد r فاسقنا» فسقوا.[3] وقد روى البخاري والمسلم أنه سئل أن يعينهم الله فدعا في الاستسقاء فسقوا ثم شكوا إليه المطر فدعا فصحوا.[4]

المثال الثاني: روي برواية مشهورة قريبة من المتواتر أنه r دعا حينما كان المؤمنون قلة قليلة لم يصلوا بعد حد الأربعين وكانوا متسترين في عبادتهم فقال: «اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمر بن الهشام» ثم بعد ذلك أسلم عمر بن الخطاب t وأعلن إسلامه فكان وسيلة لعز الإسلام، لذلك دعي بالفاروق.[5]

المثال الثالث:إنه r دعا لبعض الصحابة لمقاصد شتى فاستجيب بصورة فائقة بحيث وصلت كرامة تلك الأدعية إلى درجة الإعجاز. ومن ذلك ما روى البخاري ومسلم وغير هما أنه r دعا لابن عباس قائلاً:

____________________________________________________________________

[1]  - صحيح البخاري، استسقاء: 6- 8 ،14 ، صحيح مسلم، صلاة الاستسقاء: 8-10[2]  - البيهقي، دلائل النبوة: 2/15-19[3]  - صحيح البخاري، استسقاء: 3 ، فضائل الاصحاب: 11 ، البيهقي، دلائل النبوة: 6/147[4]  - صحيح البخاري، استسقاء:6 ،10 ، صحيح مسلم، صلاة الاستسقاء: 8[5]  - النظر الترمذي، مناقب: 217 ، المسند: 6/95