المقدمة

ثلاثة أجزاء

الجزء الأول:

ما هو القرآن وما تعريفه؟

الجواب؛ هو الترجمة الأزلية لكتاب الكائنات، والترجمان الأبدي لألسنتها التاليات لآيات الوجود، والمفسر لكتاب عالم الغيب والشهادة، والكشاف لكنوز الأسماء المستترة في صحائف السموات والأرض، والمفتاح للحقائق المضمرة في سطور الحادثات، ولسان عالم الغيب في عالم الشهادة، والخزينة للإلتفاتات الأبدية الرحمانية القادمة من عالم الغيب الذي هو وراء عالم الشهادة، والكنـز للخطابات الأزلية السبحانية، وشمس العالم الإسلامي وأسّه وهندسته، وخريطة العوالم الأخروية، وهو القول الشارح والتفسير الواضح والبرهان القاطع والترجمان الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه. وهو المربي لهذا العالم الإنساني، والماء والنور للإنسانية الكبرى التي هي الإسلامية، والحكمة الحقيقية لنوع البشر. وهو المرشد المهدي إلى ما خلق البشر له، وهو كتاب شريعة وحكمة ودعاء وعبادة، كما أنه كتاب أمر ودعوة وكتاب ذكر وفكر، وهو الكتاب الوحيد المقدس الجامع للكتب التي تؤمن جميع حاجات الإنسان الروحية. وهو المرجع الوحيد لأهل المشارب المختلفة والمسالك المتباينة حيث إنه أبرز لكل من الأولياء والصديقين والعارفين والمحققين رسالة لائقة لمذاق ذلك المشرب ولمساق ذلك المسلك. فهذا الكتاب السماوي أشبه بمكتبة مملؤة بالكتب.