فإنه شيطان فأخذ قتادة العصا وأضائت كأنها اليد البيضاء وذهب إلى داره ورأى الشخص الأسود فطرده. [1]

الحادثة الثانية: أنه انكسر سيف عكاشة ابن محصن الأسدي وهو يقاتل به في غزوة بدر الكبرى التي هي مثار الغرائب. فأعطاه رسول الله r جذلاً من حطب، وقال له قاتل بهذا يا عكاشة! فلما أخذه من رسول الله r هزّه فعاد في يده بإذن الله سيفاً طويل القامة شديد المتن أبيض الحديد، فقاتل به (رض) إلى أن استشهد في حرب اليمامة.

وهذه الوقعة لا ريب فيها، لأن عكاشة t كان يفتخر بذلك السيف مدة حياته. وكان يسمي (أي ذلك السيف) بالعون. وافتخار عكاشة بهذا السيف، واستشهار سيفه من بين السيوف باسم (العون) لهما دليلان على ثبوت هذه الحادثة.

الحادثة الثالثة: أنه روي علامة العصر عبد البر الذي هو من كبار المحققين أن عبد الله بن حجش ابن عمة رسول الله r انكسر سيفه في غزوة أحد وهو يحارب، فأعطاه r جذلاً من حطب، فصار في يده سيفاً وحارب به وبقي ذلك السيف الذي هو سر المعجزة بعده.[2]

ويقول ابن سيد الناس في سيره: وبعد زمن باع عبد الله سيفه بمائتي درهم لبغاء التركي. فهذان السيفان معجزتان كمعجزة عصا موسى.. إلا أنه لم يبق وجه إعجاز عصا موسى بعد وفاته وبقي هذا السيفان بعد وفاة النبي r.[3]

______________________________________________

[1]  - المسند: 3/65 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 2/ 166 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/671[2]  - ابن عبد البر، الاستعاب: 2/ 274[3]  - ابن سيد الناس، عيون الأثر: 2/32