فدعا تلك اليهودية المسماة بزينب، وقال: «ما حملك على ما صنعت»؟ فقالت تلك الشريرة: إن كنت نبياً لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكاً أرحت الناس منك.[1] وفي بعض الروايات: إنه لم يأمر بقتلها، وفي بعض: فأمر بها، فقتلت. وقال أهل التحقيق: لم يأمر بقتلها وإنما سلمها لأهل بشر فقتلوها.[2]

ثم استمع إلى ثلاث نقط تبين وجه إعجاز هذه الحادثة الغريبة:

النقطة الأولى: جاء في رواية: أنه حينما أخبرت الشاة أنها مسمومة، سمع قولها بعض الصحابة.[3]

النقطة الثانية: جاء في رواية: أنه بعد ما أخبر الرسول r عن القضية قال: «قولوا: بسم الله ثم كلوا! فانه لا يضر السمّ بعده»[4] وهذه الرواية وإن لم يقبلها ابن حجر العسقلاني إلا أنه قبلها غيره من العلماء.

 النقطة الثالثة: لقد اطمأن كل أحد وقوي إيمانه بقول النبي r الذي لم يثبت قط مخالفته في أي وقت مضى واقتنع بانكشاف تلك الحادثة وكأنها أنبئت عن غيب وجعلت دسائس اليهود عقيمة وصار كل أحد وكأنه سمع بأذنه قول الشاة للنبي إني مسمومة، وذلك كان حينما أراد اليهود أن ينـزلوا ضربة قاسية بالرسول r وأصحابه الكرام.

المثال الثالث: هو معجزة أحمدية في ثلاث حوادث تشبه معجزة موسى عليه السلام معجزة يده البيضاء وعصاه.

الحادثة الأولى:أخرج الإمام أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري (رض) أن الرسول الأكرم r اعطى قتادة بن نعمان في ليلة ماطرة ظلماء عصاً، وقال: إنها تضيء كالسراج عشر أذرع من كل الجهات. وحينما وصلت إلى دارك سترى شخصاً أسود فأخرجه من دارك واطرده.

___________________________________________

[1]  - صحيح البخاري، طب: 55 ، مغازي: 41 ، أبو داود، ديات: 6 ، المسند: 2/451[2]  - الحاكم، المستدرك: 3/219-220 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/644-645[3]  - أبو داود، ديات: 6 ، الدارمي، مقدمة: 11[4]  - الهيثمي، مجمع الزوائد: 8/296 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/645