الإشارة الحادية عشر
إن الإشارة العاشرة أظهرت المعجزة النبوية في الأشجار؛ وستظهر أيضاً المعجزة النبوية في الأحجار والجبال من الجمادات. وسنذكر من بين أمثلتها الكثيرة ثمانية أمثلة:
المثال الأول: روى العلامة المغربي القاضي عياض بسند صحيح وعال والبخاري من أثمة الحديث عن ابن مسعود خادم النبي r يقول: كنا نأكل مع رسول الله r الطعام ونحن نسمع تسبيحه.[1]
المثال الثاني: روت الكتب الصحيحة عن أنس وأبي ذرّ t أنهما قالا أخذ النبي r كفاً من حصى فسبّحن في يد رسول الله r حتى سمعنا التسبيح. ثم صبهن في يد أبي بكر فسبّحن ثم في أيدينا فما سبّحن. وذكر أبو ذر أنهن سبّحن في كف عمر ثم وضعن على الأرض فسكتن ثم أخذهن ووضعهن في كف عثمان فسبحن ثم وضعهن في أيدينا فسكتن.[2]
المثال الثالث: عن علي وجابر وعائشة الصديقة رضي الله عنها أنه كان لم يمر النبي r بشجر ولا حجر إلا وقال: «السلام عليك يا رسول الله» وعن علي t يقول: إنا خرجنا في بداية النبوة مع رسول الله r إلى بعض نواحي مكة فما استقبله شجر ولا جبل إلا وقال: «السلام عليك يا رسول الله».[3] وعن جابر t لم يكن النبي يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له أي كان كل منهما ينقاد له ويقول: «السلام عليك يا رسول الله».[4] وفي رواية أخرى لجابر t إن الرسول الأكرم r يقول: «إني لأعرف حجراً كان يسلم عليّ»[5] يقول البعض: إنه إشارة إلى الحجر الأسود. وعن عائشة (رض) قال النبي r لما استقبلني جبرائيل بالرسالة جعلت لا أمر بحجر ولا شجر إلا وقال: «السلام عليك يا رسول الله»[6]
_____________________________________________
[1] - صحيح البخاري، مناقب: 25 ، الترمذي، مناقب: 6 ، المسند: 1/460[2] - البيهقي، دلائل النبوة: 6/64 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 5/179[3] - صحيح مسلم، فضائل: 2 ، الترمذي، مناقب: 6 ، الدارمي، مقدمة: 4[4] - البيهقي، دلائل النبوة: 6/69 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/628[5] - صحيح مسلم، فضائل: 2 ، الترمذي، مناقب: 5 ، المسند: 5/89 -95[6] - الهيثمي، مجمع الزوائد: 8/259 – 260 ، علي القارئ، شرح الشفا: 1/628