فإذا نزلت هذه الآية في حقها وبينتها، فلا شك في وقوعها.
وأيضاً، إن نزول المطر بدعاء النبي r قبل اأن ترجع يداه المرفوعتان قد تكرر كثيراً. وهي معجزة مستقلة ومتواترة. وفي بعض الأحيان استسقى النبي r وهو في الجامع على المنبر وقبل أن ترجع يداه نزلت الأمطار. وقد ثبت هذا بطريق التواتر.
الإشارة التاسعة
من أنواع معجزات الرسول الأكرم r امتثال الأشجار لأوامر الرسول الأكرم واقتلاعها عن أماكنها ومجيئها إليه كالإنسان. فهذه المعجزة الشجرية كانفجار الماء من أصابعه الشريفة متواترة معنى، متعددة صورها، وجائت بطرق كثيرة. نعم، يمكن أن يقال: إن خروج الشجرة من موضعها ومجيئها متمثلة لأمر الرسول الأكرم r متواترة تواتراً صريحاً. فإنه قد روى كل من هؤلاء الصحابة الصادقين المعروفين علي وابن عباس وابن مسعود وعمر ويعلى بن مرة وجابر وأنس ابن مالك وبريدة وأسامة ابن زيد وغيلان بن سلسة وأمثالهم وأخبر كل منهم عن هذه المعجزة الشجرية نفسها إخباراً قطعياً. ونقلها مآت من أئمة التابعين من كل من هؤلاء الصحابة بطرق مختلفة. فكأنها نقلت إلينا متواترة بصورة مضاعفة. فمعجزة الشجرة لا شبهة في وقوعها. وهي في حكم المتواتر المعنوي المقطوع به؛ فهذه المعجزة الكبرى وإن تكررت إلا أننا سنبين عدداً من صورها الصحيحة بعدة أمثلة.
المثال الأول: روى الإمام ابن ماجه والدارمي والبيهقي عن أنس بن مالك وعلي والبزاز والبيهقي عن عمر t: أن الصحابة الثلاثة قالوا: حزن الرسول الأكرم حزناً شديداً من تكذيب الكفار له فقال: «يا رب أرني آية لا أبالي من كذبني بعدها» وفي رواية أنس :أن جبريل كان حاضراً،