له عين ترى أقطار العالم والشرق والغرب وتتفرج، ودهاء يكشف عن الماضي والمستقبل، فهذا الحال لا يمكن أن يكون في البشر. وإن كان فهو شيء خارق وموهبة سامية منحها إياه خالق العالم وهي وحدها معحزة عظمى. وإما أن تؤمن بأنه مأمور وتلميذ من يرى كل شيء ويتصرف فيه، وأنواع الكون والأزمان تحت إمرته. كل شيء مكتوب في دفتره الكبير يعلم تلميذه ويريه متى شاء. فثبت أن محمداً العربي عليه الصلاة والسلام يأخذ درسه من أستاذه الأزلي ويبلغ عنه.

وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه r حينما بعث خالدا بن الوليد ليحارب أكيدر رئيس دومة الجندل فقال له: «إنك تجده يصيد البقر»[1] أي البقر الوحشي. وأخبره بأنه سيأتي به أسيراً من غير أية مقاومة وذهب ورآه كما أخبره. فأخذه أسيراً وأتى به .

وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه r قال في حق الصحيفة التي كتبتها قريش لمقاطعة بني هاشم، وعلقتها في سقف الكعبة: «إن الديدان أكلت ما كتبتم ما عدا الأسماء الإلهية»[2] وبعد ذلك نظروا إلى الصحيفة فرأوها كما أخبر.

 وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه r قال: «سيكون طاعون في زمن فتح بيت المقدس»[3] وحينما فتح بيت المقدس في عهد عمر t انتشر الطاعون بحيث إنه مات في ثلاثة إيام سبعون ألفاً.

وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه r أخبر عن وجود بصرة وبغداد قبل أن تتشكلا، وعن دخول الخزائن مدينة بغداد وأنه سيتحارب العرب مع الأتراك والأمم التي حول بحر قزوين (خزر) ثم بعد ذلك يدخل أكثر هؤلاء الأمم في دين الإسلام وسيحكمون العرب بينهم فقال: «يوشك أن يكثر فيكم العجم يأكلون فيئكم ويضربون رقابكم»[4] وقال ايضاً: «هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش»[5]

_____________________________________________________________

[1]  - علي القارئ، شرح الشفاء: 1/704 ، الحاكم، المستدرك: 4/519[2]  - ابن هشام، السيرة: 1-2/337 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/706[3]  - انظر صحيح البخاري، جزية: 15 ، مسند الإمام أحمد: 25[4]  - علي القارئ، شرح الشفاء:1/692 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 7/310-311[5]  - صحيح البخاري، منقب: 25 ، فتن: 3 ، صحيح مسلم، فتن: 74