فالشيعة أفرطوا في الحب لعلي وتبرؤا من أبي بكر الصديق وعمر (رض) فوقعوا في خسارة عظيمة. فكان هذا الحب سبباً لخسارتهم. كما أشار النبي r إلى ذلك.
وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه قال: «اذا مشوا المطيطاء وخدمتهم بنات فارس والروم، جعل الله بأسهم بينهم وسلط شرارهم على خيارهم»[1] أي متى خدمتكم بنات فارس، فحينئذ تكون فتنتكم بينكم وحربكم داخلية، ترأس شراركم مسيطرين على خياركم. وبعد ثلاثين سنة وقع الأمر كما أخبر.
وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه قال: «تفتح خيبر على يدي علي»[2] وفي اليوم الثاني وقعت المعجزة النبوية فوق ما كان يؤمل فأخذ علي t باب القلعة بيده وصار يستعمله وكأنه ترس. فلما تم أمر الفتح رماه في الأرض. وكان الباب عظيماً جداً بحيث إنه لم يستطع ثمانية رجال، وفي رواية: أربعون رجلاً رفعه من الأرض.
وقال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواها واحدة»[3] فتنبأ عن الحرب التي وقعت في صفين بين علي ومعاوية (رض) وقال أيضا: «إن عماراً تقتله الفئة الباغية»[4] وبعد ذلك قتل في حرب صفين. فأعلن أن الموالين لمعاوية هم الفئة الباغية. ولكن معاوية أوّل الحديث، وقال عمرو بن العاص: البغاة هم قاتلوه فقط، وكلّنا لسنا ببغاة.
وقال أيضاً: «إن الفتن لا تظهر مادام عمر حياً»[5] فكان الأمر كما أخبر. وإن سهل بن عمرو قبل أن يؤمن وقع في أيدي المسلمين فقال عمر t ائذن لي يا رسول الله حتى أقلع أسنانه فإنه بفصاحته وبلاغته كان يحض المشركين على الحرب معنا. فقال رسول الله r «وعسى أن يقوم مقاماً يسرك يا عمر»[6]
______________________________________________________
[1] - الترمذى، فتن: 74 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/293[2] - انظر صحيح البخاري، جهاد: 102 ، مغازي: 38[3] - صحيح البخاري، فتن: 25 ، صحيح مسلم، فتن: 17[4] - صحيح صحيح مسلم، فتن: 73 ، صحيح البخاري، جهاد: 17[5] - انظر صحيح البخاري، مواقيت الصلاة: 4 ، فتن:17[6] - البيهقي، دلائل النبوة:6/637 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/302