«رأيت أمتي يغزون في البحر كالملوك على الأسرة»[1] فقالت: أدع أن أكون معهم. فقال: «ستكونين معهم». وبعد أربعين سنة اصطحبت زوجها عبادة ابن صامت لفتح قبرص، وتوفيت فيها، وقبرها هناك يزار. وظهر الأمر كما أخبر.
وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه قال: «يخرج من ثقيف كذاب ومبير»[2] أي يخرج من قبيلة ثقيف واحد يدعي النبوة وهو الرجل المشهور المسمى بالمختار، والآخر سفاك للدماء ظالم وهو الحجاج الظالم الذي قتل مائة ألف رجل.
وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه قال: «ستفتح القسطنطنية فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها»[3] فأفاد بهذا أنه ستفتح مدينة اسطنبول بيد الإسلام، وسيكون لمحمد الفاتح مرتبة عليا ومقام سام. وظهر الأمر كما أخبر.
وثبت بالنقل الصحيح أنه قال: «إن الدين لو كان منوطاً بالثريا لناله رجال من ابناء فارس»[4] مشيراً بذلك إلى أمثال الإمام ابي حنيفة الذين أنجبتهم الأمة الفارسة من العلماء والأولياء. وقال: «عالم قريش يملأ الأرض علماً»[5] مشيراً بذلك إلى الإمام الشافعي (رض) وقال: «ستفترق أمتي ثلاثاً وسبعين فرقة، الناجية واحدة منها». قيل من هم؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي»[6] فيفيد بذلك أنه ستفترق الأمة الإسلامية إلى ثلاثة وسبعين فرقة وأن الفرقة الناجية الكاملة هي فرقة أهل السنة والجماعة. وقال: «القدرية مجوس هذه الأمة»[7]فيشير بذلك إلى الطائفة القدرية التي تنكر القدر.
_________________________________________________________________
[1] - انظر صحيح البخاري، جهاد: 8،63،75 ، صحيح مسلم، إمارة: 160[2] - انظر صحيح مسلم، فضائل الصحابة: 229 ، الترمذي، فتن: 44[3] - مسند الإمام أحمد:4/335 ، الحاكم، المستدرك:: 4/422[4] - انظر صحيح البخاري، تفسير: 62 ، صحيح مسلم، فضائل الصحابة: 230[5] - العجلوني، كشف الخفاء: 2/50[6] - انظر الترمذي، ايمان: 18 ، مسند الإمام أحمد: 2/332[7] - أبو داود، سنة: 16 ، مسند الإمام أحمد: 2/86 ، 5/407