يُسَلِّينَا عَنْهَا اِلاَّ بِكَ يَاخَالِقَ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ! وَيَامَنْ لَهُ الْحَيَاةُ السَّرْمَدِيَّةُ، الَّذِى مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ وَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَيَعْرِفُهُ وَيُحِبُّهُ؛ يَدُومُ حَيَاتُهُ وَيَكُونُ الْمَوْتُ لَهُ تَجَدُّدَ حَيَاةٍ وَتَبْدِيلَ مَكَانٍ. فَإِذًا فَلاَ حُزْنَ لَهُ وَلاَ أَلَمَ عَلَيْهِ بِسِرِّ ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَۤاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾*
إِلٰهِى! لِى ِلاَجْلِ نَوْعِى وَجِنْسِى عَلاَقَاتٌ بِتَأَلُّمَاتٍ وَتَمَنِّيَاتٍ بِالسَّمٰوَاتِ وَاْلاَرْضِ وَبِاَحْوَالِهَا. فَلاَ قُوَّةَ لِى بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَلٰى إِسْمَاعِ أَمْرِى لَهُمَا، وَتَبَلِيغِ أَمَلِى لِتِلْكَ اْلاَجْرَامِ، وَلاَحَوْلَ عَنْ هٰذَا اْلاِبْتِلاَءِ وَالْعَلاَقَةِ اِلاَّ بِكَ يَا رَبَّ السَّمٰوَاتِ وَاْلاَرْضِ! وَيَا مَنْ سَخَّرَهُمَا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ إِلٰهِى! لِى وَلِكُلِّ ذِى عَقْلٍ عَلاَقَاتٌ مَعَ اْلاَزْمِنَةِ الْمَاضِيَةِ وَاْلاَوْقَاتِ اْلاِسْتِقْبَالِيَّةِ؛ مَعَ أَنَّنَا قَدِ انْحَبَسْنَا فِى زَمَانٍ حَاضِرٍ ضَيِّقٍ لاَ يَصِلُ اَيْدِينَا اِلٰى أَدْنىٰ زَمَانٍ مَاضٍ وَمُسْتَقْبَلٍ لِجَلْبٍ مِنْ ذَاكَ مَا يُفرِّحُنَا، اَوْ لِدَفْعٍ مِنْ هٰذَا مَا يُحْزِنُنَا. فَلاَحَوْلَ عَنْ هٰذِهِ الْحَالَةِ، وَلاَ قُوَّةَ عَلٰى تَحْوِيلِهَا إِلٰى أَحْسَنِ الْحَالِ اِلاَّ بِكَ يَا رَبَّ الدُّهُورِ وَاْلاَزْمَانِ *
إِلٰهِى! لِى فِى فِطْرَتِى وَلِكُلِّ أَحَدٍ فِى فِطْرَتِهِمْ اٰمَالٌ أَبدِيَّةٌ وَمَطَالِبُ سَرْمَدِيَّةٌ تَمْتَدُّ إِلٰى أَبَدِ اْلاٰبَادِ. إِذْ قَدْ أَوْدَعْتَ فِى فِطْرَتِنَا اِسْتِعْدَادًا عَجِيبًا جَامِعًا، فِيهِ اِحْتِيَاجٌ وَمَحَبَّةٌ لاَ يُشْبِعُهُمَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلاَ يَرْضٰى ذٰلِكَ اْلاِحْتِيَاجُ وَتِلْكَ الْمَحَبَّةُ اِلاَّ بِالْجَنَّةِ الْبَاقِيَةِ؛ وَلاَيَطْمَئِنُّ ذٰلِكَ اْلاِسْتِعْدَادُ اِلاَّ بِدَارِ السَّعَادَةِ اْلاَبَدِيَّةِ. يَارَبَّ الدُّنْيَا وَاْلاٰخِرَةِ وَيَارَبَّ الْجَنَّةِ وَدَارِ الْقَرَارِ*