Kitaplar
Rîsaleya Lemeyan

مُدْهِشًا, بَلْ اَنِيسًا مُونِسًا. وَاَنَّ نَظَرَ الضَّلاَلَةِ يَرٰى ذَوِى الْحَيَاةِ الْعَاجِزِينَ عَنْ مَطَالِبِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ حَامٍ مُتَوَدِّدٌ وَصَاحِبٌ مُتَعَهِّدٌ. كَأَنَّهَا أَيْتَامٌ يَبْكُونَ مِنْ عَجْزِهِمْ وَحُزْنِهِمْ وَيَأْسِهِمْ.

وَنَظَرُ اْلاِيمَانِ يَقُولُ: إِنَّ ذَوِى الْحَيَاةِ لَيْسُوا أَيْتَامًا بَاكِينَ, بَلْ هُمْ عِبَادٌ مُكَلَّفُونَ وَمَأْمُورُونَ مُوَظَّفُونَ وَذَاكِرُونَ مُسَبِّحُونَ.

اَلنُّقْطَةُ السَّادِسَةُ

اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلٰى نُورِ اْلاِيمَانِ الْمُصَوِّرِ لِلدَّارَينِ كَسُفْرَتَيْنِ مَمْلُوءَتَيْنِ مِنَ النِّعَمِ يَسْتَفِيدُ مِنْهُمَا الْمُؤْمِنُ بِيَدِ اْلاِيمَانِ بِأَنْوَاعِ حَوَاسِّهِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ, وَاَقْسَامِ لَطَائِفِهِ الْمَعْنَويَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ الْمُنْكَشِفَةِ بِضِيَۤاءِ اْلاِيمَانِ.

نَعَمْ: إنَّ فِى نَظَرِ الضَّلاَلَةِ تَتَصَاغَرُ دَۤائِرَةُ اِسْتِفَادَةِ ذَوِي الْحَيَاةِ اِلٰى دَۤائِرَةِ لَذَائِذِهِ الْمَادِّيَّةِ الْمُنَغَّصَةِ بِزَوَالِهَا.

وَبِنُورِ اْلاِيمَانِ تَتَوَسَّعُ دَۤائِرَةُ اْلاِسْتِفَادَةِ اِلٰى دَۤائِرَةِ تُحِيطُ بِالسَّمٰواتِ وَاْلاَرْضِ بَلْ بِالدُّنْيَا وَاْلاٰخِرَةِ. فَالْمُؤْمِنُ يَرٰى الشَّمْسَ كَسِرَاجٍ فِى بَيْتِهِ وَرَفِيقًا فِى وَظِيفَتِهِ وَأنِيسسًا فِى سَفَرِهِ, وَتَكُونُ الشَّمْسُ نِعْمَةً مِنْ نِعْمَةٍ. وَمَنْ تَكُونُ الشَّمْسُ نِعْمَةً لَهُ; تَكُونُ دَۤائِرَةُ اِسْتِفَادَتِهِ وَسُفْرَةُ نِعْمَتِهِ اَوْسَعَ مِنَ السَّمٰواتِ

فَالْقُرْاٰنُ الْمُعْجِزُ الْبَيَانِ بِاَمْثَالِ ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ 1 ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِى اْلاَرْضِ﴾ 2 يُشِيرُ بِبَلاَغَتِهِ إِلٰى هٰذِهِ اْلاِحْسَانَاتِ الْخَارِقَةِ النَّاشِئَةِ مِنَ اْلاِيمَانِ .

اَلنُّقْطَةُ السَّابِعَة

اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلَى اللهِ. فَوُجُودُ الْوَاجِبِ الْوُجُودِ نِعْمَة ٌ لَيْسَتْ فَوْقَهَا نِعْمَةٌ لِكُلِّ أَحَدٍ ولِكُلِّ مَوْجُودٍ. وَهٰذِهِ النِّعْمَةُ تَتَضَمَّنُ أَنْوَاعَ نِعَمٍٍ لاَ نِهَايَةَ لَهَا, وَأَجْنَاسِ إِحْسَانَاتٍ لاَ غَايَةَ لَهَا, وَأَصْنَافَ عَطِيَّاتٍ لاَ حَدَّ لَهَا. قَدْ اُشِيرَ اِلٰى قِسْمٍ مِنْهَا فِى اَجْزَاءِ ﴿رِسَالَةِ النُّورِ﴾ وَبِالْخَاصَّةِ (فِى الْمَوْقِفِ الثَّالِثِ مِنَ الرِّسَالَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلاَثِينَ). وَكُلُّ الرَّسَائِلِ الْبَاحِثَةِ عَنِ اْلاِيمَانِ بِاللّٰهِ مِنْ أَجْزَاءِ رِسَالَةِ النُّورِ تَكْشِفُ الْحِجَابَ عَنْ وَجْهِ هٰذِهِ النِّعْمَةِ. فَإِكْتِفَاءً بِهَا نَقْتَصِرُ هُنَا.

اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلٰى رَحْمَانِيَّتِهِ تَعَالَى الَّتِى تَتَضَمَّنُ نِعَمًا بِعَدَدِ مَنْ تَعَلَّقَ بِهِ الرَّحْمَةُ مِنْ ذَوِى الْحَيَاةِ. إِذْ فِى فِطْرَةِ اْلاِنْسَانِ بِسِرِّ جَامِعِيَّتِهِ عَلاَقَاتٌ بِكُلِّ ذَوِى الْحَيَاةِ تَحْصُلُ لَهُ سَعَادَة ٌ مَعْنَويَّةٌ بِسَبَبِ سَعَادَاتِهِمْ, وَفِى

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192193194195196197198199200201202203204205206207208209210211212213214215216217218219220221222223224225226227228229230231232233234235236237238239240241242243244245246247248249250251252253254255256257258259260261262263264265266267268269270271272273274275276277278279280281282283284285286287288289290291292293294295296297298299300301302303304305306307308309310311312313314315316317318319320321322323324325326327328329330331332333334335336337338339340341342343344345346347348349350351352353354355356357358359360361362363364365366367368369370371372373374375376377378379380381382383384385386387388389390391392393394395396397398399400401402403404405406407408409410411412413414415416417418419420421422423424425426427428429430431432433434435436437438439440441442443444445446447448449450451452453454455456457458459460461462463464465466467468469470471472473474475476477478479480481482483484485486487488489490491492493494
Fihrist
Lügat