Kitaplar
Rîsaleya Lemeyan

وَاْلاِسْتِرَاحَةِ.

وَأَمَّا سُرْعَةُ ذَوِى الْحَيَاةِ فِى أَمْوَاجِ الْمَوْتِ, فَلَيْسَتْ سُقُوطًا وَمُصِيبَةً, بَلْ هِىَ صُعُودٌ بِاِشْتِيَاقٍ وَتَسَارُعٍ اِلٰى سَعَادَاتِهِمْ * وَجِهَةُ الْخَلْفِ اَيْضًا مُظْلِمَةٌ مُوحِشَةٌ. فَكُلُّ ذِى شُعُورٍ يَتَحَيَّرُ مُتَرَدِّدًا وَمُسْتَفْسِرًا ب ﴿مِنْ أَيْنَ? إِلٰى أَيْنَ?﴾ فَِلاَنَّ الْغَفْلَةَ لاَ تُعْطِى لَهُ جَوَابًا, يَصِيرُ التَّرَدُّدُ وَالتَّحَيُّرُ ظُلُمَاتٍ فِى رُوحِهِ * فَبِنِعْمَةِ اْلاِيمَانِ تَنْكَشِفُ تِلْكَ الْجِهَةُ عَنْ مَبْدَإِ اْلاِنْسَانِ وَوَظِيفَتِهِ * الْحَقِيقَةِ يَكُونُ ﴿اَلْحَمْدُ﴾ عَلٰى نِعْمَةِ اْلاِيمَانِ الْمُزِيلِ لِلظُّلُمَاتِ عَنْ هٰذِهِ الْجِهَاتِ السِّتِّ أَيْضًا نِعْمَةً عَظِيمَةً تَسْتَلْزِمُ الْحَمْدَ. إذْ بِ ﴿الْحَمْدِ﴾ يُفْهَمُ دَرَجَةُ هٰذِهِ النِّعْمَةِ وَلَذَّتِهَا. فَالْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلَى﴾ الْحَمْدُ لِلّٰهِ فِى تَسَلْسُلٍ يَتَسَلْسَلُ فِى دَوْرٍ دَۤائِرٍ بِلاَ نِهَايَةٍ﴾

اَلنُّقْطَةُ الثَّانِيَةُ

اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلٰى نِعْمَةِ اْلاِيمَانِ الْمُنَوِّرِ لَنَا الْجِهَاتِ السِّتَّ. فَكَمَا أَنَّ اْلاِيمَانَ بِإِزَالَتِهِ لِظُلُمَاتِ الْجِهَاتِ السِّتِّ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ جِهَةِ دَفْعِ الْبَلاَيَا, كَذٰلِكَ أَنَّ اْلاِيمَانَ لِتَنْوِيرِهِ لِلْجِهَاتِ السِّتِّ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ اُخْرٰى مِنْ جِهَةِ جَلْبِ الْمَنَافِعِ. فَاْلاِنْسَانُ لِعَلاَقَتِهِ بِجَامِعِيَّةِ فِطْرَتِهِ بِمَا فِى الْجِهَاتِ السِّتِّ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ. وَبِنِعْمَةِ اْلاِيمَانِ يُمْكِنُ لِلاِنْسَانِ اِسْتِفَادَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ السِّتِّ أَيْنَمَا يَتَوَجَّهُ. فَبِسِرِّ ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ تَتَنَوَّرُ لَهُ تِلْكَ الْجِهَةُ بِمَسَافَتِهَا الطَّوِيلَةِ بِلاَ حَدٍّ حَتّٰى كَأَنَّ اْلاِنْسَانَ الْمُؤْمِنَ لَهُ عُمْرٌ مَعْنَوِىٌّ يَمْتَدُّ مِنْ أَوَّلِ الدُّنيَا إِلٰى اٰخِرِهَا, يَسْتَمِدُّ ذٰلِكَ الْعُمْرُ مِنْ نُورِ حَيَاةٍ مُمْتَدَّةٍ مِنْ اْلاَزَلِ اِلَى اْلاَبَدِ. وَحَتّٰى إنَّ اْلاِنْسَانَ بِسِرّ تَنْوِيرِ اْلاِيمَانِ لِجِهَاتِهِ يَخْرُجُ عَنْ مَضِيقِ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ وَالْمَكَانِ الضَّيِّقِ اِلٰى سَاحَةِ وُسْعَةِ الْعَالَمِ, وَيَصِيرُ الْعَالَمُ كَبَيْتِهِ, وَالْمَاضِى وَالْمُسْتَقْبَلُ زَمَانًا حَاضِرًا لِرُوحِهِ وَقَلْبِهِ. وَهٰكَذَا فَقِسْ,

النُقْطَةُ الثَّالِثَةُ

اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلَى اْلاِيمَانِ الْحَاوِى لِنُقْطَتَىِ اْلاِسْتِنَادِ وَاْلاِسْتِمْدَادِ. نَعَمْ, بِسِرِّ غَايَةِ عَجْزِ الْبَشَرِ وَكَثْرَةِ أَعْدَائِهِ يَحْتَاجُ الْبَشَرُ أَشَدَّ اِحْتِيَاجٍ إِلٰى نُقْطَةِ اِسْتِنَادٍ يَلْتَجِئُ إِلَيْهِ لِدَفْعِ أَعْدَۤائِهِ الْغَيْرِ الْمَحْدُودَةِ, وَبِغَايَةِ فَقْرِ اْلاِنْسَانِ مَعَ غَايَةِ كَثْرَةِ حَاجَاتِهِ وَاٰمَالِهِ يَحْتَاجُ أَشَدَّ اِحْتِيَاجٍ اِلٰى نُقْطَةِ اِسْتِمْدَادٍ يَسْتَمِدُّ مِنْهَا, وَيَسْأَلُ حَاجَاتِهِ بِهَا

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192193194195196197198199200201202203204205206207208209210211212213214215216217218219220221222223224225226227228229230231232233234235236237238239240241242243244245246247248249250251252253254255256257258259260261262263264265266267268269270271272273274275276277278279280281282283284285286287288289290291292293294295296297298299300301302303304305306307308309310311312313314315316317318319320321322323324325326327328329330331332333334335336337338339340341342343344345346347348349350351352353354355356357358359360361362363364365366367368369370371372373374375376377378379380381382383384385386387388389390391392393394395396397398399400401402403404405406407408409410411412413414415416417418419420421422423424425426427428429430431432433434435436437438439440441442443444445446447448449450451452453454455456457458459460461462463464465466467468469470471472473474475476477478479480481482483484485486487488489490491492493494
Fihrist
Lügat